البواردي يفتتح أعمال الجمعية العمومية للاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب و مجلس إدارته

أبوظبي في 11 نوفمبر / وام /
تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية .. افتتح معالي محمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع اليوم أعمال الدورة الـ 27 للجمعية العمومية و مجلس ادارة الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب التي تستضيفها جمعية العسكريين المتقاعدين أبوظبي.
حضر الإفتتاح اللواء الركن متقاعد مبارك بن عويضة الخيلي رئيس مجلس ادارة جمعية العسكريين المتقاعدين واللواء أركان حرب ابراهيم مغربي ابراهيم رئيس الإتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب وسعادة الوزير المفوض السيد طارق عبد السلام ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية وسعادة اللواء أركان حرب مصطفى خميس الأمين العام للاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب إلى جانب ممثلي القوات المسلحة ووزارتي الدفاع و الداخلية وعدد من العسكرين والمتقاعدين .


وتمنى معالي محمد أحمد البواردي في كلمة له للاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب مزيدا من التقدم والنجاح في خدمة قضايا وأهداف الاتحاد في أنحاء وطننا العربي العزيز في سبيل تحقيق مصالح الإنسانية جمعاء.
وقال معاليه : ” إن تاريخ الصراعات والحروب هو تاريخ البشرية وبالرغم من خوض دول العالم لحربين عالميتين مدمرتين في القرن العشرين إلى جانب الحرب الباردة طوال خمسة وستين عاما إضافة إلى استمرار العديد من الحروب الإقليمية والمحدودة في مناطق متفرقة من عالمنا .. إلا أننا لم نتمكن حتى اليوم من ضمان تحقيق السلام و الأمن المنشودين وفق ميثاق الأمم المتحدة من أجل تركيز الجهود الدولية لمجابهة التحديات المشتركة والمتعاظمة والتي تهدد الوجود البشري على كوكب الأرض وأهمها التسارع الهائل في النمو السكاني العالمي مع الاستنزاف المجحف للموارد الطبيعية إلى جانب تزايد نسبة الفقر فضلا عن التردي البيئي الكبير، والتي تنعكس من خلال الازمات الاقتصادية العالمية و ينتج عنها دوامة جديدة من الحروب تشمل حركات التطرف والإرهاب “.
وأضاف : ” إن الحكمة تستدعي الاستعانة بأهل الخبرة والتجربة لحل المشاكل ومعالجة القضايا المستعصية ولذا فإن المحاربين القدماء الذين خاضوا تجارب الحروب هم أفضل من يدركون أثمانها الباهظة و نتائجها المدمرة مقارنة باستخدام الوسائل والأساليب السلمية لتحقيق المصالح والغايات الوطنية بعيدا عن الحاجة للخوض في حروب تستنزف موارد وإمكانات الأمم بلا جدوى وهم أيضا أفضل مرجع للبحث عن فرص لتحقيق الأمن والسلام ويعتبرون كذلك حلقة الوصل بين أجيال الماضي وأجيال المستقبل ويشكلون مدرسة مثالية لبناء الأوطان وتحقيق آمال شعوبهم في مستقبل مزدهر ينبض بالحياة “.
و أوضح أنه في هذه القرية العالمية التي نحيا فيها اليوم من الطبيعي أن يعمل الاتحاد العربي للمحاربين القدماء تحت مظلة الجامعة العربية وبالتعاون الوثيق مع الاتحاد العالمي للمحاربين القدماء وفي إطار الأمم المتحدة من أجل ترسيخ مبادئ الأمن والسلام العالميين وفق الأهداف والمرجعيات الأممية و على رأسها ميثاق الأمم المتحدة و توثيق علاقات الصداقة بين الدول على أسس من الحق و العدل والمساواة مع ضمان الحريات وحقوق الإنسان دون تمييز إلى جانب مراعاة القضايا المتعلقة بآثار الحروب وما ينتج عنها من كوارث و ضحايا وآلام للمصابين والمعاقين وااهتمام بتوفير الرعاية لأسر الشهداء تكريما لها استكمالا للجهود التي تعكس فطرة الإنسان السوية والخيرة من خلال تكافل المجتمع وتعاضده أينما كان.
ودعا معاليه إلى ضرورة الإستفادة من الخبرات الثمينة للمحاربين القدماء من الضباط و الجنود والتي يجب أن تستغل بشكل مؤثر لمجابهة مختلف الأخطار والتحديات وعلى رأسها مكافحة التطرف والإرهاب بغية تفادي أخطاء الماضي ومواصلة مسيرة العطاء في المستقبل و لكي تبقى الأجيال مترابطة وقوية تحترم بعضها جيلا بعد جيل .. مشيرا إلى أنه لا بد من استغلال القدرات التكنولوجية المتطورة والذكاء الاصطناعي للمساهمة في تحقيق ذلك الترابط بين الماضي والحاضر والمساهمة في تقديم الحلول للمشاكل الدولية ذات الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والإنسانية وتحقيق الغايات والأهداف التي يسعى إليها المحاربون القدماء أينما كانوا لتشكل هذه الاتحادات مراكز انسجام ومواءمة أقوال وأفعال الدول مع تلك الغايات.
و أكد معاليه أن دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى إلى تحقيق الأمن و السلام العادل في العالم وفق المرجعيات الأممية وتدفع إلى كل ما فيه الخير للبشرية .. منوها إلى أن جهود الدولة في مجال دعم ضحايا الحروب في مختلف مناطق العالم تأتي بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة و لتكون شاهدا على مساهمات الدولة في مجال دعم جهود وأهداف المحاربين القدماء والوقوف إلى جانبهم.
و دعا معاليه – في ختام كلمته – إلى العمل الجماعي و المشترك على الصعد العالمية و الإقليمية و المحلية كافة من خلال الاتحادات والمؤسسات المعنية بشؤون المحاربين القدماء عربيا ودوليا للتعاون فيما بينها لإيجاد السبل والوسائل الناجعة لتحقيق الأهداف والغايات النبيلة من خلال تحويل الشعارات إلى أفعال ووضع قواعد وأسس جديدة وفاعلة للعمل الجماعي بالاستعانة بالتكنولوجيا المتقدمة وفق مبادئ القانون الدولي والمرجعيات الأممية إلى جانب ضرورة تكاتف الجهود الدولية من أجل إنهاء الصراعات في العالم في أقرب وقت ممكن .
ثم ألقى بعد ذلك رئيس مجلس ادارة جمعية العسكريين المتقاعدين كلمة من جانبه رحب اللواء الركن متقاعد مبارك بن عويضة الخيلي في كلمة له برؤساء وأعضاء الوفود المشاركة في الدورة في بلدهم الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة متمنيا النجاح لأعمال الدورة.
و قال إن هذه الدورة تعقد في ظل ظروف دولية وإقليمية بالغة التعقيد والدقة و أوطاننا اليوم تخوض حربا ضد قوى الشر والتطرف والإرهاب التي تعيث في الأرض فسادا متجاهلة القيم الدينية والانسانية وتمددت في كل بقاع الأرض لتصبح خطرا داهما يهدد الجميع ما يفرض علينا وحدة الصف والهدف والوقوف خلف قياداتنا في الوطن العربي الكبير صفا واحدا للتصدي لتلك الظاهرة الخطيرة حفاظا على أمننا الوطني والقومي.
و أعرب عن أمله في أن تؤسس هذه الدورة لانطلاقة جديدة لتعزيز روح التآخي والتضامن فيما يعود بالخير على العسكريين المتقاعدين و المحاربين القدماء في وطننا العربي العزيز الذين ضحوا بأرواحهم لتحرير الأوطان والحفاظ على سيادتها ومنجزاتها التاريخية والثقافية والاقتصادية.
و قال اللواء أركان حرب ابراهيم مغربي ابراهيم – في كلمة له – :” يبدأ اليوم انعقاد الدورة السابعة والعشرين للإتحاد العربى للمحاربين القدماء وبكل فخر و إعتزاز تنعقد دورة هذا العام على أرض دولة الإمارات العربية الشقيقة”.
و أضاف : ” إنه من حسن الطالع أن نجتمع هذا العام في عام زايد الذى أعلن عنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ” حفظه الله ” حتفاء بالذكرى المئوية لميلاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
و أكد أن الإتحاد العربي للمحاربين القدماء الذي احتفل منذ سنوات قليلة بمرور خمسين عاما علي إنشائه يعتز بوصول عدد أعضائه إلى 18 دولة من جملة 22 دولة عربية منضوية تحت لواء جامعة الدول العربية يمثلها 23 منظمة ترعي المحاربين القدماء وضحايا الحرب وأسر الشهداء .
و أوضح أن مهمة الاتحاد مهمة انسانية بالدرجة الأولي من خلال السعي لتحقيق السلام بجميع الطرق و تأييد الاخاء بين الشعوب العربيه مستلهما في رسالته المواثيق الدولية ورسالتها الإنسانية والإجتماعية و كفالة حياة كريمة لكل المحاربين القدماء والمقاومين و أسر الشهداء وضحايا الحرب.
ثم ألقى بعد ذلك سعادة الوزير المفوض طارق عبد السلام كلمة أكد فيها أن المحاربين القدماء من صفوة المجتمع العربي، حرصوا وعملوا وتفانوا لرفعة وعزة الامة العربية كل في موقعه ومجال عمله، ولم يبخلوا بأي جهد منظم لتعزيز القدرات العسكرية وتطويرها وأداء الواجب دفاعا عن أمن وسلامة الأمة وعزتها وكرامتها.
و قال إن مسيرة اتحادكم الموقر لا تزال مضيئة منذ تأسيسه عام 1960 حتى الآن بفضل جهودكم ودوركم الريادي في رعاية مصالح جمعيات المحاربين بكل الدول العربية الأعضاء مما أسهم في تحقيق أهدافها المنشودة.
و ألقى مقصود كروز المدير التنفيذي لمركز هداية محاضرة حول “محاربة التطرف ” سلط فيها الضوء على عدد من الموضوعات الهامة أبرزها أوجه تعزيز التعاون على الصعيدين العالمي والمحلي من أجل منع و مكافحة التطرف العنيف وجهود دولة الإمارات نموذجا.